التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سعر الصرف المرن

ماذا يعني مصطلح سعر مرن للدولار ؟ أناس كثر طرحوا علي هذا السؤال لذا سأشرح فركزوا . كان فيما مضي الحديث اولا :- تثبيت سعر الصرف . فعند تخفيض الجنيه والتخفيض يعني رفع حد التثبيت الذي حددته الحكومه للحفاظ عنده علي سعر ثابت للدولار حيث سياسة تثبيت سعر الصرف تعني تحديد سعر تتدخل الحكومة عند زيادة الطلب علي الدولار بضخ الدولار في السوق لزياده عرضه وبالتالي الحفاظ علي سعر التثبيت والتخفيض يعني ان الحكومه ستترك الجنيه ينخفض امام الدولار لحد تثبيت جديد مثال :- اذا كان سعر التثبيت ١٦ جنيه / ١ دولار ورغبت الحكومه في تخفيض الجنيه ليصبح ٢٢ ج / ١ $ ببساطه ستترك السعر يرتفع ولن تتدخل بزيادة عرض الدولار الا عند سعر ٢٢ . ثانيا :- تعويم سعر الصرف وان كنت اري ان الاصح ان نقول تحرير سعر الصرف اي تركه يتحدد بحريه وفقا لقوي العرض والطلب بالسوق فلا تتدخل الحكومه للتأثير عليه لذا هنا هو يتحرر من سلطه الحكومه فيصبح حر الحركه . وهذا لم يحدث مطلقا رغم مطالبات صندوق النقد مرارا وتكرارا علي مر تاريخ تعامله مع مصر حتي هذه اللحظة وكلما ضغط الصندوق علي مصر كانت تتدخل باشكال مختلفة اعتقد انه حتي كانت تتدخل للتأثير علي السعر بعيدا عن البنك المركزي بطرقها الخاصة . طبعا لان كل جنيه زيادة في سعر الجنيه امام الدولار يحمل الحكومه مليارات اضافيه خدمه دين وفاتورة دعم وعجز موازنة وبالتالي تلك البنود تؤثر علي المركز المالي في الموازنة العامه وتدفع المؤسسات الماليه لتخفيض التصنيف الائتماني وتتأثر ثقة المواطنين والمستثمرين وشعبيه الحكومه سلبا لذا فهي دائما ما تراوغ الحكومه في تحرير سعر الصرف . لذا فلقد لجأ الصندوق مؤخرا لفلسفة جديدة يبدوا انه اقنع الحكومه بها بعض تفهم مخاوفها ومنحها فلسفة جديده تحقق الغرض من تحرير سعر الصرف وفي نفس الوقت تمنح الحكومه المناورة للتعبير او للتحكم في بنود خدمه الدين والدعم وعجز الموازنة في لحظه تقدير بنود الموازنه العامه عند سعر منخفض نسبيا يمنحها موأمه ما حيث رقم الموازنة هو تعبير مالي عن المركز المالي للدوله في لحظة زمنيه معينة ( مثلا ٣٠ يونيو ٢٠٢٢ ) واظن ان السنه الماليه للبنوك تم تغيرها لهذا الغرض حيث اصبحت من اول يناير حتي اخر ديسمبر بينما الموازنة العامه للدوله من اول يوليو حتي اخر يونيو وهذا يجعل موازنه وزارة الماليه ( الصرائب والجمارك ) مختلفة عن موازنة البنك المركزي ( ميزان المدفوعات وكل بنود الحساب الجاري ) وهذا يمنح الحكومه مساحه اخري للمناورة التقديريه للموازنة فمثلا ارقام الصادرات والواردات تختلف في تقديرها الجمارك والبنك المركزي فمثلا عندما يسدد المستورد مبلغ ما للمورد فقد يكون لم يستلم اي بضاعة بعد وبالتالي قيمه الصفقة تم تسجيلها في الميزان التجاري ولكنها لم تسجل بالجمارك لان البضاعة لم تصل بعد وبالتالي لم تمر علي الجمارك . وكذلك المصدر قد يستلم اموال عن بضاعة سلمها للمستورد الاجنبي في سنه ماليه منتهيه هذا اضافه الي ان الدورة الاقتصاديه في مصر يسهل رصدها فالبنك المركزي يعلم اي فترات السنه يكثر فيها الطلب علي الدولار من المنتجين لغرض شراء الخامات او من المستوردين لغرض شراء البضاعه واي الفترات خلال العام يزيد الطلب علي الجنيه بغرض زيادة السياحة وهكذا وبالتالي يمكن تحديد الوقت المناسب التي يكون فيها الدولار منخفض الطلب عليه وبالتالي عند اقل سعر وبالتالي تقدير بنود الموازنة ويمكن وقت انخفاض الطلب علي الدولار ضخ المزيد من الدولارات لتحقيق سعر صرف معين لتقدير بنود الموازنة ذات المكون الدولاري . والان نأتي لتعريف سعر الصرف المرن اولا : المرونه (flexibility ) نوعين هما ( مرونه الطلب السعريه ) ( مرونة العرض السعريه ) اي ان ١- مرونه الطلب السعريه ( Price elasticity of demand ) تعني حجم التغير في كميه الدولار المطلوبه نتيجه لتغير سعر صرف الدولار امام الجنيه وهنا السعر متغير مستقل والكميه متغير تابع لان من تغير اولا هو السعر ثم تبعه تغير الكميه . ٢- مرونه العرض السعريه (Price elasticity of supply ) وتعني قيمه التغير في سعر الدولار نتيجة تأثره بتغير الكميه المعروضه منه وهنا العكس حيث الكميه متغير مستقل والسعر متغير تابع لان الكميه تغيرت اولا ثم تبعها تغير السعر وبذلك تمتلك الحكومه مرونه او قدره مزدوجه وفقا لحجم الاحتياطي من النقد الأجنبي للتدخل في كلا الجانبين للعرض والطلب في نطاق مدي سعري نسبي من سعر الصرف الحر في لحظة زمنيه معينه لتحديد سعر الصرف لاغراض تقدير بنود الموازنه ذات المكون الدولاري او لمنع انفلات حاد في سعر الصرف قد يؤدي الي اضطرابات سياسية واجتماعيه دون العودة لسياسات التثبيت او التعويم المدار . باحث اقتصادي #أيمن_غازي ١٦/ ١ / ٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور السياسات الاقتصادية في تحقيق منظومة الاستقرار الاقتصادي

دور السياسات الاقتصادية في تحقيق منظومة الاستقرار الاقتصادي من المهم التركيز على أهمية التنسيق بين السياسات الاقتصادية من أجل التوصل إلى استقرار اقتصادي تتجلى مظاهره في استمرار تحقيق لمعدلات نمو اقتصادي تواجهه التزايد المستمر في عدد السكان،  وفى إيجاد فرص عمل لاستيعاب البطالة التي تهدد السلم الاجتماعي والأمن الاقتصادي، وكذلك في أستقرر للمستوى العام للأسعار بما يحفظ للنقود قوتها الشرائية في الداخل والخارج. إن تحقيق الاستقرار الاقتصادي، كهدف لكل سياسات التنمية في دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء، يستلزم التكامل بين الإجراءات المتخذة باستخدام الأدوات المتنوعة لكل السياسات الاقتصادية. إن هذا التكامل يشكل فيما بينها منظومة تتناسق أجزاؤها وتتفاعل أركانها،  حيث تؤثر كل أداة وتتأثر بالأدوات الأخرى على نحو متناغم ومتوازن من أجل تحقيق الغاية التي يسعى المجتمع دائماً إليها وهى الاستقرار الاقتصادي. وهكذا يمكن النظر إلى الفكر المنظومي باعتباره إطاراً للتحليل والتخطيط يمكننا من التقدم نحو أهداف واجبة التحقيق. تعرف"المنظومة "بأنها ذلك التركيب الذي يتألف من مجموعة من الأجزاء ا

جحيم البطالة / ظلام التضخم / فاشية الدولار / وانبطاح الجنيه

بداية اذا اجتمع عنوان هذا المقال في اقتصاد دولة ما فاعلم أنك لست في جمهورية الموز بل أنت في عرين الفساد والجهل . ولكي نستوعب حجم الكارثة في هيكل الاقتصاد المصري سنقسم عنوان المقال الي أجزاء في كل جزء نتعرف علي مفهومه ثم نحلل العلاقة بين كل جزء ونعني بالجزء هنا المصطلح ( بطالة / تضخم / سعر الصرف ) أولا :- البطالة – البطالة هي عجز نسبة من القوي البشرية القادرة علي العمل ( عدد السكان – الاحداث – المتقاعدين – الغير قادرين علي العمل بسبب الاعاقة = القوي القادرة علي العمل ) عن ايجاد فرص عمل أو هي الفرق بين الطلب علي العمل وعرض العمل وتحليل أنواع البطالة يؤدي الي اشكال متعددة نذكر أهمها مثل البطالة الاجبارية والتي تعني عجز قطاعات الانتاج عن استيعاب طالبي العمل والبطالة الهيكلية الناتجة عن سوء توزيع العمالة في الدولة والبطالة الموسمية والتي تعني تعطل شريحة بسبب ان مهنتهم موسمية والبطالة المقنعة مثل موظفي الحكومة الذين نسبة انتاجيتهم الحدية تساوي صفر نتيجة عدم وجود عمل حقيقي يقومون به السبب الرئيسي للبطالة ( انخفاض حجم الجهاز الانتاجي / الاستثمارات – زيادة الطلب عن العرض مع غياب دور

تحليل مبسط لبندي اجمالي الايرادات والمصروفات لموازنة 2016 – 2017

تحليل بندي اجمالي الايرادات والمصروفات لموازنة 2016 – 2017 بلغت الايرادات المتوقعة لموازنة 16 -17 ما مقداره 631.1 مليار جنيه بينما بلغت في موازنة 15-16 قدر 622.3 مليار بمقدار زيادة 8.8 مليار بمعدل زيادة 1.4 % عن ايرادات 15-16 في حين بلغت مصروفات 16-17 مقدار 936.1 مليار بينما كانت المصروفات المتوقعة ل 15-16 هي 864.6 مليار أي ان المصروفات زادت بمقدار 71.5 مليار بمعدل زيادة يبلغ 8.3 % . وهذا يعني ان معدل الزيادة في المصروفات ( 8.3 % ) أكبر من معدل الزيادة في الايرادات ( 1.4 % ) ليس بضعف او اثنان بل بست أضعاف فكما هو معلوم ومستقر في علم الاقتصاد والمالية العامة فانه اذا كانت معدل النمو في المصروفات يفوق معدل النمو في الايرادات فهذا يعني ويشير صراحة الي وجود فشل اقتصادي يتطلب اعادة الهيكلة فاذا ما اخذنا في الاعتبار الست اضعاف الفارق فنحن بصدد كارثة تهدد بالإفلاس . خاصة وان كل الحكومات والانظمة السابقة والحالية فشلت في اعادة الهيكلة وعلاج التشوهات الهيكلية بالاقتصاد . مما يعني استمرار تفاقم المشاكل الكلية للاقتصاد مثل (( التضخم والبطالة والدين العام والعجز الهيكلي في الموازنة ))