التخطي إلى المحتوى الرئيسي

خريطة المنشأت الاقتصادية في مصر وهيكل العمالة

خريطة المنشأت الاقتصادية في مصر وهيكل العمالة يتمثل الاقتصاد الكلي لاي دولة في مجموع الاقتصاديات الجزئية سواء علي مستوي القطاعات أو الوحدات الانتاجية وهيكل العمالة والاجور بها ويعد الناتج المحلي الاجمالي هو مجموع الانتاج التام لتلك الوحدات وطبيعة النشاط السائد لوحدات الاقتصاد الجزئي هي التي تحدد بوضوح وبشكل قاطع طبيعة الاقتصاد الكلي بغرض الاجابة علي سؤال طرح كثيرا في السنوات السابقة الا وهو هل الاقتصاد المصري اقتصاد انتاجي أم اقتصاد ريعي ؟ وهذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المبحث الذي يهتم فيه بالتشكيل الكمي والنوعي للمنشأت الاقتصادية بمصر وحجم العمالة وهيكل الاجور والقيم المضافة وانعكاس ذلك علي المالية العامة من حيث الضريبة والانفاق والاستغلال المثل والكامل للموارد وأثر ذلك علي مشاكل هيكل الاقتصاد والمشكلات الكلية مثل البطالة والتضخم وعجز الموازنة والدين العام . وسوف نستند في ذلك الي بانات التعداد الاقتصادي لعام 2012/ 2013 الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء وما يوفره من بيانات حيث عدد المنشأت الاقتصادية في مصر بلغ 2.410 مليون منشأة منهم 842 منشأة تابعة للقطاع العام / أعمال 2405941 منشأة تابعة للقطاع الخاص وفيما يلي رسم توضيحي لهيكل المنشأت الاقتصادية وتشكيلة العمالة والاجور بها ويمكن رصد أهم الملاحظات علي المؤشرات العامة فيما يلي 1 – الاقتصاد حر :- رغم أن القطاع الخاص يمثل 99.97 % من حجم المنشأت الاقتصادية مما يشير الا مصر اقتصادها حر الا أن طبيعة القوانين ذات الطابع الاشتراكي اضافة الي البيروقراطية السرطان المهيمن علي اجهزة الدولة والذي يعد القيد الاكبر علي تحقيق اي خطوات ملموسة علي طريق جذب وتنشيط الاستثمارات وهذه الوضعية غير متناسقة تماما وتضاربها يتحمل اثره الموازنة العامة والمواطن . وهو وضع لا يعبر عنه طبيعة القوانين الاقتصادية فقط بل يعبر عنه بشكل تام الممارسات الفعلية داخل مؤسسات الدولة . 2- نسبة العاملين بالقطاع العام / أعمال - تمثل 11.3 % اي أن واحد مليون عامل يحصلون علي اجور مقدارها 61 ملياربنسبة 34.5 % من اجمالي اجور الاقتصاد لينتجون انتاج تام مقداره 257.3 مليار جنيه بنسبة 15.2 % من اجمالي الانتاج التام للاقتصاد باستخدام اصول رأسمالية قيمتها 22 مليار جنيه بنسبة 34.8 % من اجمالي الاصول الرأسمالية للاقتصاد ويحققون قيمة مضافة قدرها 193.4 مليار جنيه بنسبة 17% من اجمالي القيمة المضافة للاقتصاد المصري ( القيمة المضافة = سعربيع للمستهلك – تكلفة الانتاج ) . وبالطبع هنا نلاحظ تدني الانتاجية بالقطاعات الاقتصادية التابعة للدولة فلا يوجد كفاءة هنا حيث ان الكفاءة هي العلاقة بين المدخلات والمخرجات فكيف لمن يستخدم 34.8 من اصول الاقتصاد أن ينتج 15.2% من حجم الانتاج ويحصل علي 34.5 % أجور ومقدار مساهمته في القيمة المضافة 17% هذه النسب تعد دليل قوي علي تدهور الفن الانتاجي من جانب وسوء استغلال وادارة المنشأت الاقتصادية للدولة من جانب اخروذلك نتيجة لاتباع اساليب بالية عفا عليها الزمن في الادارة والفن الانتاجي . وهو ايضا اهدار وسوء استغلال للموارد المتاحة وانعدام للتخطيط السليم وفقا للاساليب العلمية الكمية التي يوفرها علم ادارة وبحوث العمليات علي سبيل المثال . كما أن مقارنة حجم الاصول 34.8% بحجم العمالة 11.3% يوضح ان تلك الانشطة الاقتصادية كثيفة رأس المال هذا من جانب ومن جانب اخر فان مقارنة نسبة العمالة 11.3% بمعدل الاجور 34.5% بمعدل الانتاج التام والقيمة المضافة ( 15 % ، 17% علي التوالي ) يوضح أن هناك عمالة زائدة او بطالة مقنعة . لذا يجب مراجعة واعادة هيكلة كافة المنشأت الاقتصادية التابعة للدولة واتخاذ خطوات حقيقية نحو تطبيق نظم E R P وكافة فروع الادارة الاستراتجية الاخري . ووضع خطة لتوسيع انشطة تلك المنشأت لاستيعاب العمالة الزائدة وتحويلها لعمالة منتجة لرفع انتاجية العامل ليتناسب مع حجم الاجور والاصول المتاحة ووضع ادرة اقتصادية رشيدة علي اسس من قواعد الشفافية والحوكمة . وهذا التوسع سيكون له أثر بالغ علي لعب الدولة دور التاجر والمنتج المرجح مما سيكون له أثره علي معدلات التضخم وارتفاع الاسعار من جانب والتأثير الايجابي علي ميزان المدفوعات من جانب اخر خاصة اذا ما تركز هذا التوسع في انتاج السلع التي تعد بدائل للواردات وفي هذه الحالة سيكون هناك اثر أخر وهو تخفيض الطلب علي الدولار بغرض الاستيراد مما يعزز قيمة الجنيه المصري . 3 – نسبة العاملين في القطاع الخاص مثل 99.97 % من حجم المنشأت الاقتصادية بمقدار 8.3 مليون عامل يحصلون علي أجور قيمتها 115.9 مليار تمثل 65.5% من اجمالي اجور الاقتصاد ويحققون انتاج تام قيمته 1431.1 مليار جنيه بمعدل 84.4 % من اجمالي الانتاج التام ويحققون قيمة مضافة قدرها 941.5 مليار جنيه بمعدل 83.5 % من اجمالي القيمة المضافة للاقتصاد المصري . وعلي الرغم من ذلك فانه توجد قيود كثيرة علي القطاع الخاص في سبيل تعظيم دوره في استغلال الموارد الاقتصادية لمصر سواء بسبب سيطرة مؤسسات الدولة علي تلك الموارد أو بسبب التشريعات المشوهة وسوف نؤجل الحديث عن ذلك حتي نصل لمرحلة تحليل المنشأت علي اساس النشاط الاقتصادي . والان سوف نخصص المساحة التالية للحديث عن انتاجية العامل سواء انتاجية العامل المصري بشكل عام أو انتاجية العامل بالقطاع العام والقطاع الخاص كل علي حدي من خلال مقارنة بالارقام وفقا لمؤشرات الانتاجية . وهذا ما سنتعرض له في بداية الحلقة الثانية من المبحث أيمن غازي باحث اقتصادي مصري aymnghazee@gmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور السياسات الاقتصادية في تحقيق منظومة الاستقرار الاقتصادي

دور السياسات الاقتصادية في تحقيق منظومة الاستقرار الاقتصادي من المهم التركيز على أهمية التنسيق بين السياسات الاقتصادية من أجل التوصل إلى استقرار اقتصادي تتجلى مظاهره في استمرار تحقيق لمعدلات نمو اقتصادي تواجهه التزايد المستمر في عدد السكان،  وفى إيجاد فرص عمل لاستيعاب البطالة التي تهدد السلم الاجتماعي والأمن الاقتصادي، وكذلك في أستقرر للمستوى العام للأسعار بما يحفظ للنقود قوتها الشرائية في الداخل والخارج. إن تحقيق الاستقرار الاقتصادي، كهدف لكل سياسات التنمية في دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء، يستلزم التكامل بين الإجراءات المتخذة باستخدام الأدوات المتنوعة لكل السياسات الاقتصادية. إن هذا التكامل يشكل فيما بينها منظومة تتناسق أجزاؤها وتتفاعل أركانها،  حيث تؤثر كل أداة وتتأثر بالأدوات الأخرى على نحو متناغم ومتوازن من أجل تحقيق الغاية التي يسعى المجتمع دائماً إليها وهى الاستقرار الاقتصادي. وهكذا يمكن النظر إلى الفكر المنظومي باعتباره إطاراً للتحليل والتخطيط يمكننا من التقدم نحو أهداف واجبة التحقيق. تعرف"المنظومة "بأنها ذلك التركيب الذي يتألف من مجموعة من الأجزاء ا

جحيم البطالة / ظلام التضخم / فاشية الدولار / وانبطاح الجنيه

بداية اذا اجتمع عنوان هذا المقال في اقتصاد دولة ما فاعلم أنك لست في جمهورية الموز بل أنت في عرين الفساد والجهل . ولكي نستوعب حجم الكارثة في هيكل الاقتصاد المصري سنقسم عنوان المقال الي أجزاء في كل جزء نتعرف علي مفهومه ثم نحلل العلاقة بين كل جزء ونعني بالجزء هنا المصطلح ( بطالة / تضخم / سعر الصرف ) أولا :- البطالة – البطالة هي عجز نسبة من القوي البشرية القادرة علي العمل ( عدد السكان – الاحداث – المتقاعدين – الغير قادرين علي العمل بسبب الاعاقة = القوي القادرة علي العمل ) عن ايجاد فرص عمل أو هي الفرق بين الطلب علي العمل وعرض العمل وتحليل أنواع البطالة يؤدي الي اشكال متعددة نذكر أهمها مثل البطالة الاجبارية والتي تعني عجز قطاعات الانتاج عن استيعاب طالبي العمل والبطالة الهيكلية الناتجة عن سوء توزيع العمالة في الدولة والبطالة الموسمية والتي تعني تعطل شريحة بسبب ان مهنتهم موسمية والبطالة المقنعة مثل موظفي الحكومة الذين نسبة انتاجيتهم الحدية تساوي صفر نتيجة عدم وجود عمل حقيقي يقومون به السبب الرئيسي للبطالة ( انخفاض حجم الجهاز الانتاجي / الاستثمارات – زيادة الطلب عن العرض مع غياب دور

تحليل مبسط لبندي اجمالي الايرادات والمصروفات لموازنة 2016 – 2017

تحليل بندي اجمالي الايرادات والمصروفات لموازنة 2016 – 2017 بلغت الايرادات المتوقعة لموازنة 16 -17 ما مقداره 631.1 مليار جنيه بينما بلغت في موازنة 15-16 قدر 622.3 مليار بمقدار زيادة 8.8 مليار بمعدل زيادة 1.4 % عن ايرادات 15-16 في حين بلغت مصروفات 16-17 مقدار 936.1 مليار بينما كانت المصروفات المتوقعة ل 15-16 هي 864.6 مليار أي ان المصروفات زادت بمقدار 71.5 مليار بمعدل زيادة يبلغ 8.3 % . وهذا يعني ان معدل الزيادة في المصروفات ( 8.3 % ) أكبر من معدل الزيادة في الايرادات ( 1.4 % ) ليس بضعف او اثنان بل بست أضعاف فكما هو معلوم ومستقر في علم الاقتصاد والمالية العامة فانه اذا كانت معدل النمو في المصروفات يفوق معدل النمو في الايرادات فهذا يعني ويشير صراحة الي وجود فشل اقتصادي يتطلب اعادة الهيكلة فاذا ما اخذنا في الاعتبار الست اضعاف الفارق فنحن بصدد كارثة تهدد بالإفلاس . خاصة وان كل الحكومات والانظمة السابقة والحالية فشلت في اعادة الهيكلة وعلاج التشوهات الهيكلية بالاقتصاد . مما يعني استمرار تفاقم المشاكل الكلية للاقتصاد مثل (( التضخم والبطالة والدين العام والعجز الهيكلي في الموازنة ))