طريق الحرير هو طريق تجارة قديم عبارة عن مسارات برية وبحرية من الصين الي روما منذ الفي عام والان الصين تعيد احياءه من بيجين الي طاجكستان واوربا مرورا ب 65 دولة
يربط طريق الحرير الجديد في مساره البري مدن الصين أوربا عبر أسيا الوسطي وايران وتركيا والبلقان والقوقاز
ويمتد طريق الحرير بمساره البحري عبر المحيط الهندي الي الخليج العربي والبحر المتوسط وصولا الي المنطقة العربية وافريقيا
وعلي امتداد الطريق بالمسار البحري خطوط سكة حديد ومحطات كهرباء واستثمارات صينية
وعل الرغم من التقدم الاقتصادي الكبير للصين ومعدلات النمو المرتفعة والاحتاطيات الكبيرة من العملات الصعبة وحجم الاستمارات الاجنية المباشرة الموجودة في الصين الا أنه من الطبيعي لأي اقتصاد حقق او اقترب من تحقيق ما يطلق عليه اقتصاديا وضع العمالة الكاملة والذي يعني تحقق الاستغلال الامثل والكامل للموارد داخل المجتمع الاقتصادي
أي انه وصل لقمة النضج ونقطة التخصيص الامثل للموارد المتاحة فمن الطبيعي أن يبدأ في مرحلة التباطوء ظهر ذلك في بداية الاضرابات والنزاعات العمالية نتيجة لعدم دفع رواتبهم و قيام اصحاب الاعمال باشهار افلاسهم فيصبح العمال دون رواتب او مكافأت تقاعد او تأمين صحي او اجتماعي للتهرب من دفع الرواتب فكان واضحا أنه لابد أن لم يعمل المسئولين علي الادارة الاقتصادية علي خلق وابداع فرص جديدة للنمو والتخصص من خلال التوسع .
فحالة العمالة الكاملة في الصين أدت علي سيل المثال الي أن الصين تنتج الحديد والاسمنت بحجم يفوق الطلب العالمي مما يهدد ثلاث ملايين عامل بالبطالة وبالتالي فأن خطوط السكة الحديد التي يتم انشائها علي مسار طريق الحرير سوف يؤدي الي استمرار ملايين العمال في تلك المصانع في العمل والانتاج وغيرها من الاسثمارات علي نطاق ما يسمي دول الحزام والمسار لطريق الحريروالتي يصل حجم الاستثمارات الصينية في مجموعها لاكثر من تريلون دولار امريكي من صندوق الحرير ستنفق خارج الصين هذا اضافة الي المليارات الاخري التي ستنفق بالداخل الصيني علي الطرق وخطوط السكك الحديدية والأهم تطوير المواني الصينية لخدمة حجم التجارة عبر طريق الحرير علي رأسها نقطة بداية طريق الحرير ميناء غوانغ جون أكبر مدن الصين التجارية والتي سينطلق منه اساطيل السفن التجارية الحديثة للقرن الواحد وعشرين والمصممة لنقل سلع أكثر كما ونوعا بمعدل استخدام للوقود أقل فحجم السفينة الحديثة يفوق حجم اكبر سفينة في العالم حاليا بخمس مرات مما يتطلب ايضا مما يتطلب تطوير كل موانيء الدول التي يمر عبرها مسار طريق الحرير البحري فمثلا عدد من الجسور بأمريكا منخفض وارصفة الموانيء ضيقة لا تستوعب مثل تلك السفن الحديثة
.... ان اعتبار مدينة غوانغ جون النقطة المركزية لانطلاق طريق الحرير أدي الي تسجيل 60 الف شركة جديدة بالمدينة كمنطقة تجارة حرة لتحقق المدينة معدل نمو 40% من الناتج المحلي الاجمالي للمدينة ونفس الامر يحدث في عدة مناطق اخري داخل الصين مما أدي الي انهاء الاضرابات العمالية نتيجة تصريح العمالة الصينية لصالح الايدي العاملة الارخص من فيتنام وكمبودبا وبنجلادش .
لم يتوقف الامر فقط علي الداخل الصيني بل امتدت الاسثمارات الصينية في غالبية ال 50 دولة من مجموع 65 دولة وافقت علي مرور طريق الحرير منها وعلي رأسها دولة ماليزيا التي يعتبرها الصينيون جوهرة طريق الحرير وكذلك اندونسيا وسنغافورة ودول الساحل الشرقي بأفريقيا
أن مشروع طريق الحرير لن يكون تأثيره فقط علي الاقتصاد الصيني بل علي اقتصاد كل دول الحزام والمسار ولن يكون التأثير اقتصادي فقط بل اجتماعي ايضا واثره السياسي سيكون علي مستوي اعادة تشكيل موازين القوي الدولية وستكون الصين هي القوي العظمي صاحبة السطوة والنفوذ الدولي .
باحث / أيمن غازي
تعليقات
إرسال تعليق