يوجد اربعة عناصر رئيسية للانتاج هي
أ- العمل ( عائده الاجر )
ب- الارض ( عائدها الريع )
ج- رأس المال ( عائده الفائدة او حصة ربح )
د- التنظيم ( عائده حصص الارباح )
وبالنظر الي تلك العوامل سنجد ان العنصريين أ ، د يعتمدان علي البشر المؤهل صاحب المهارات والرؤي القادر علي تحقيق طفرة في القيم المضافة
اما العنصريين ب ،، ج فهما لا قيمة لهم بدون البشر الذي يوظفهم التوظيف الامثل الذي يحققي اقصي ايراد بأقل تكلفة وبالتالي تحقيق اقصي عائد ( ربح ) ممكن
وعليه فان التحدي الحقيقي لاي مجتمع طموح هو كيفية وضع نظم تعليم قادرة علي انتاج هذا البشر المؤهل بشكل يحقق هذا الطموح
ولكن علينا رصد نقاط ضعفنا بشكل واضح ومحدد وفيما يلي محاولة لذلك
1-ثالوث الفقر والمرض والجهل يعوق التنمية في مصر
2-الكبار بحاجة لتعليم يمنحهم القدرة على رؤية ذواتهم وواقعهم، وقراءتهما قراءة ناقدة
3-والتعليم العام مشكلته الأساسيةهي طريقته التقليدية التي تعتمد التلقين فالتذكر
أمام التنمية عقبات كبيرة، منها الفقر والمرض. والجهل أشد عقبة تعترض مصر.
غالبيتنا كمثقفين اختلط مع أناس من قاع المجتمع، فاكتشفت أننا نتكلم لغة لا يفهمها هؤلاء. نتكلم عن الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية والدستور والقانون. وهؤلاء أمامهم سنوات ليعوا معنى هذا الكلام. هناك فئة تستفيد من الوضع الراهن لهؤلاء، ومصلحتها أن يظل قطاعا كبيرا من الشعب يعيش في جهل وفقر ومرض".
هناك الكثير من العقبات التي تحول دون تحرر الناس في قاع المجتمع، وتجعل منهم أداة طيعة في أيدي الحكام. إذا أردنا أن يخرج المجتمع من مستنقع الاستبداد السياسي والاجتماعي، فلا بد أن نتحلى بروح التحدي، لاقتحام تلك العقبات من خلال نضال تنموي، يخرج الناس من ثالوث الجهل، والفقر، والمرض.
نعرض لأهم هذه العقبات على الإطلاق، ألا وهي "الجهل"، وكيف يمكن لمصر مواجهته.
في شهر اكتوبر الحالي، أصدر معهد اليونسكو للإحصاءات تقريرا دوليا، تناول جانبا لمشكلة التعليم في بلادنا، بعنوان "معلم لكل طفل.. الاحتياجات العالمية المتوقعة للمعلمين من 2015 إلى 2030".
حسب التقرير، احتلت بلدان العالم العربي المرتبة الثانية عالميا من حيث حجم الفجوة في نقص معلمي المرحلة الابتدائية، ما يستوجب تلبية الاحتياجات الناشئة في المدة من 2011 إلى 2030، التي تقتضيها الزيادة المتوقعة في أعداد التلاميذ خلال هذه المدة، وتقدر بنحو 9.5 ملايين تلميذ.
http://www.uis.unesco.org/Education/Documents/fs27-2013-teachers-projections.pdf
http://www.uis.unesco.org/Education/Documents/fs27-2013-teachers-projections.pdf
ويعني هذا ضرورة إيجاد نصف مليون وظيفة جديدة، وشغل 1.4 مليون وظيفة شاغرة، حتى تحقق أهداف الأمم المتحدة في "تعميم التعليم الابتدائي" بحلول عام 2030. والتقرير يتوقع استقرار تلك الفجوة عام 2020، إن استمرت الزيادة المشهودة في أعداد المعلمين خلال العقد الماضي بنفس الوتيرة.
ولا ريب أن عدد معلمي المرحلة الابتدائية ليس مشكلة التعليم الوحيدة في بلادنا، والحكومات لن تستطيع تجاوز عقبة "الجهل" وحدها، لا سيما وأكثرها غارق في الفساد والاستبداد، ما يستلزم المشاركة الأهلية في الحل. وهناك نماذج تقدم حلولا جديرة بالاحتذاء.
حلول أهلية لمحو الجهل
من 'مدارس الشعب الليلية' بمصر في بداية القرن العشرين، لدينا نموذج يهتم بتعليم الكبار، ولا يقف عند "فك الخط" ومعرفة الحروف والأرقام، وإنما يتعدى هذا إلى تعليم يحرر العقول ويطلق الطاقات، ويعلم الناس القدرة على رؤية ذواتهم وواقعهم، وتحديد اولوياتهم وقياس قدرتهم وحجم عطائهم المحتمل
يرشدنا هذا النمط من التعليم إلى أن هؤلاء الكبار ليسوا أوعية فارغة لنملأها، بل لديهم من المعارف والخبرات ما هم بحاجة إلى إعادة اكتشافه وتقديره، وإعطائه أبعادا جديدة.
من هذا المنظور يمكننا أن ننظر لتجربة 'كلية الحفاة' بالهند، وهي منظمة غير حكومية، تأسست عام 1972؛ تقدم خدمات وحلولا للمشكلات الأساسية التي تواجه المجتمعات الريفية.
مستقية من فلسفة المهاتما غاندي، انطلقت 'كلية الحفاة' وفق مبادئ أساسية هي:
· المعرفة والمهارات والحكمة الموجودة في القرى يجب أن تستخدم لتنميتها، قبل البحث عن مهارات من خارجها.
· التكنولوجيا المعقدة لا بد من استخدامها في تنمية الريف، لكن من خلال تمكين فقراء الريف من التحكم في هذه التكنولوجيا؛ حتى لا يكونوا عالة على غيرهم.
· هناك فرق بين محو الأمية والتعليم؛ فالأولى قد تتم في فصول المدارس، أما التعليم فيتأتى من الأسرة والتقاليد والثقافة والبيئة والخبرات الشخصية.
· للنساء حق مساو في التعليم والتدريب والعمل.
من هذه المنطلقات انبرت تجربة التعليم غير النمطي، لتحرر طاقات المجتمع في مجالات الطاقة الشمسية، والمياه، وتطوير الحرف، وسائر مجالات الحياة ومناشطها، وصارت الكلية نموذجا يُحتذى في أماكن أخرى من الهند.
طريقة التعليم طريقة أخري
ومن تعليم الكبار إلى التعليم العام، يظل المراد دوما هو إطلاق طاقات العقول وتحريرها. لا تقف مشكلاتنا في التعليم عند أعداد المعلمين، ولا عند إعداد المناهج للأطفال أو الكبار، بل هي بالأساس مشكلة "طريقة التعليم".
ففي عام 1998، ابتكر ما يعرف باسم "المدخل المنظومي في التدريس والتعلم" كل من الدكتور فاروق فهمي، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم في جامعة عين شمس، والدكتور جو لاجوسكي، الأستاذ بجامعة تكساس.
يُعنى هذا المدخل بتنظيم الخبرات التعليمية التي تترابط مع بعضها في علاقات شبكية تبادلية، تعمل معا ككل، نحو تحقيق أهداف معينة، وتتضح فيها كافة العلاقات بين المفاهيم والموضوعات، ما يؤدي إلى تكوين بنى معرفية سليمة ومترابطة.
أما الطريقة التقليدية التي تقدم الخبرات منعزلة عن بعضها البعض، وبطريقة خطية تسهم في بناء بنية معرفية غير مترابطة، فتعتمد التلقين والتذكر، وهو أدنى المستويات التعليمية.
وجرى تطبيق ذاك المدخل في كافة مراحل التعليم، وفي تعليم الكبار أيضا، وتدرب على تقديمه نحو 60 ألف معلم في أنحاء شتى من العالم، وتم تسجيل عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه لدراسته وتقييمه.
كل ما سبق يؤكد أهمية التطوير المستمر للتعليم، ليصبح تعليما يعتق الإنسان، ويحرر عقله، ويعلمه الحرية والأمل؛ تعليما يعيد صياغة عقل الناس ووجدانهم، ويساعدهم على تخطي العقبات التي تعوق عيشهم عيشا كريما، وتجعلهم يستطيعون مواجهة التحديات، بل وتحويلها إلى فرص لكسر كل الأطواق التي تسترقُّهم.
هلا اقتحمنا العقبة، وأعتقنا رقاب الناس في مجتمعاتنا من رق الجهل وإساره، بتنمية التعليم، وتعليم التنمية التي تتحدى بهم العقبات والظروف!
زكذلك نبني من خلاله اقتصادا قويا قادر علي اشباع الحاجات الانسانية للمصريين وعلاج المشاكل المزمنة في الهيكل الاقتصادي المصري
تعليقات
إرسال تعليق